إبراهيم عليه السلام
ولقد لقي إبراهيم عليه السلام -في تبليغ دعوة الله- ما لقي، ومن الذي لقي ما لقي إبراهيم عليه السلام؟! حين وقف في وجه ذلك الجبار وناظره، وهو الطاغوت الذي تكبر على عباد الله وادعى أنه يحيي ويميت، فمن يجرؤ أن يقف أمامه ويكلمه؟!
لقد كان موقفاً عسيراً ولا سيما وإبراهيم عليه السلام رجل أعزل، وليس معه أمة تناصره؛ لكنه يقف أمام هذا الطاغوت الذي قال: ((أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ))[البقرة:258] فيفحمه عليه السلام بقوله: ((فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ))[البقرة:258].
ثم ما لقيه في دعوته عليه السلام لقومه، وما لقيه من أبيه.
ولقد بلغ من عزمه وغيرته وقوة إيمانه وحرصه على التوحيد أنه جعل الأصنام جذاذاً، فحطمها بيده وكسرها، وتحمل مسئولية ذلك لما ناظره قومه.. حتى إنهم أوقدوا النار العظيمة وألقوه فيها، فأمرها الله سبحانه وتعالى أن تكون عليه برداً وسلاماً، ثم ما لقي بعد ذلك عندما ذهب إلى مصر من ملك مصر، وقد كاد أن يأخذ منه زوجته.
وقد كان في العراق، ثم انتقل إلى الشام ودخل إلى مصر، ثم جاء إلى مكة يدعو إلى الله وإلى توحيد الله، كل ذلك بأمر الله، فجاء إلى هذه الأرض المقفرة الموحشة، وترك هاجر وابنه إسماعيل في هذا المكان المقفر وذهب، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى، ثم عاد إلى مكة فأمره الله أن يبني فيها بيته الحرام، ففعل ذلك امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى، كل هذه الأمور لا يفعلها ولا يقوم بها، إلا من كان حقاً ذا عزم.